الاثنين، 16 ديسمبر 2019

السلفية المدخلية سلاح الدكتاتورية العربية /// حسن ابو هنية

المدخلية تيار ديني مذهبي محافظ تقوم إيديولوجيته على نهج براغماتي شديد الواقعية، ينفر من الثورة والتغيير وينشد الاستقرار والحفاظ على الأمر الواقع. فهي تستند إلى معجم ديني هوياتي سلفي إحيائي يمجد طاعة "ولي الأمر المتغلّب بالقوة".

يشير تنامي نفوذ السلفية المدخلية في العالم العربي عقب الانقلابات العسكرية العنيفة على الحركات الثورية الاحتجاجية التي اندلعت سنة 2011 إلى طبيعة السلفية المدخلية وماهيتها كجهاز إيديولوجي وسلاح قمعي بيد الأنظمة الدكتاتورية العسكرية.
فالمدخلية تيار ديني مذهبي محافظ تقوم إيديولوجيته على نهج براغماتي شديد الواقعية، ينفر من الثورة والتغيير وينشد الاستقرار والحفاظ على الأمر الواقع. فهي تستند إلى معجم ديني هوياتي سلفي إحيائي يمجد طاعة "ولي الأمر المتغلب بالقوة" كسلطة شرعية ما دامت توفر الاستقرار وتقيم الشعائر الدينية الإسلامية الظاهرة. فالأنظمة العربية الدكتاتورية تملك شرعية دينية حتى لو كانت علمانية.
والمدخلية تناهض الديمقراطية والعملية السياسية والنظام الحزبي والتداول السلمي للسلطة، وتحارب "الثورة" بوصفها تجسيداً "للفتنة" والفوضى، وتتعامل مع قوى التغيير السياسي في المجتمع كافة كجماعات من "المبتدعة"، وفرق من "الخوارج" المارقين، فشرعية الحكم التي تحكم سلوك المداخلة تنص على أن "من اشتدت وطأته وجبت طاعته"، وشرعية السلطة تقوم على أن "سلطاناً غشوماً خير من فتنة تدوم".
لم تكن السلفية المدخلية قبل حرب الخليج الثانية سوى تيار هامشي، وسط صعود تيارات الإسلام السياسي عموماً، وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً، وتنامي حضور السلفية الجهادية والسلفية الإصلاحية والسلفية العلمية.
إذ تعود بدايات الظهور العلني للسلفية المدخلية إلى زمن حرب الخليج الثانية سنة 1991 في المملكة العربية السعودية. وقد ظهر التيار المدخلي بداية في المدينة المنورة علي يد محمد أمان الجامي (1930-1996)، ومنه أُخذ اسم "الجامية".
لم تكن السلفية المدخلية قبل حرب الخليج الثانية سوى تيار هامشي وسط صعود تيارات الإسلام السياسي عموماً وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً.
حسن أبو هنية
تطورت مدرسة التيار المدخلي بصورته الراهنة على يد ربيع بن هادي المدخلي بصورة أساسية، وإليه يُنسب التيار "المدخلي". وقد برز التيار المدخلي بداية من خلال مناهضة حركات الإسلام السياسي والسلفيات الجهادية والإصلاحية والعلمية عموماً، و"دعاة الإسلام الصحوي" في السعودية خصوصاً؛ أمثال سفر الحوالي، وناصر العمر، وسلمان العودة، ومحمد سعيد القحطاني، وغيرهم.
هؤلاء استنكروا وأدانوا الاستعانة بالقوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة العراق، إذ أفتى المداخلة بمشروعية دخول القوات الأجنبية إلى السعودية والاستعانة بها ضد العراق، انسجاماً مع توجه علماء المؤسسة الوهابية الرسمية السعودية.
صبت السلفية المدخلية جامَ غضبها على جماعة الإخوان المسلمين بوصفها سنداً إيديولوجيا للسلفية الجهادية، وصنفت عشرات الكتب والرسائل في التحذير من أفكارها عموماً وفكر سيد قطب خصوصاً.
وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، أصدرت تقريراً للأجهزة الأمنية بعنوان "التنظيم السري العالمي بين التخطيط والتطبيق في المملكة العربية السعودية"، أوصت فيه "السلطات السعودية بأن تتحرك بأسرع وقت ممكن، لوضع حد لأنشطة المنظمة المذكورة"، إذ شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة على الدعاة والعلماء المحسوبين على تيار الصحوة الإسلامية في المملكة، وحظرت أنشطتهم.
تبنت السلطات السعودية السلفية المدخلية، واستدخلتها في أجهزتها الإيديولوجية بعد حرب الخليج الثانية، وتنامت أدوارها وزاد نفوذها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، إذ باتت السلفية المدخلية أحد أهم أركان الجهاز الإيديولوجي للدولة.
وعملت السعودية على دعم السلفية المدخلية في أرجاء العالمين العربي والإسلامي كافة، لمواجهة أطروحات التيارات الإسلامية السياسية، وقد مكّنت مقاربة الرعاية/الولاء السلفية المدخلية من التموضع داخل المؤسسات التعليمية والإعلامية والمساجد والمؤسسات المعنية بالشؤون الدينية.
أدخلت الحركات الاحتجاجية الثورية العربية 2011 التي شكلت تحدياً لشرعية الدكتاتوريات العربية وبنيتها تحولاً نوعياً في أدوار السلفية المدخلية، فإلى جانب أدوارها التقليدية الإيديولوجية استدخلت في إطار الأجهزة القمعية، وشرعت في تأسيس هياكل عسكرية ومليشيات مسلحة.
تبنت السلطات السعودية السلفية المدخلية واستدخلتها في أجهزتها الإيديولوجية بعد حرب الخليج الثانية وتنامت أدوارها وزاد نفوذها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
حسن أبو هنية
إذ لم تكتفِ بإصدار فتاوى مناهضة للحركات والمظاهرات والاحتجاجات الثورية العربية، فقد أفتى الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه بحرمة الثورات والاحتجاجات والمظاهرات، لكنه سرعان ما دعا للانخراط في الأعمال القتالية وتشكيل مليشيات مسلحة ضد حركات الإسلام السياسي والجهادي بوصفهم من الـ"خوارج" و"البغاة" المتمردين على سلطة "ولي الأمر"، وناشري الـ"الفتن".
سرعان ما انتشرت السلفية المدخلية في معظم البلدان العربية والإسلامية، ففي مصر برز محمد سعيد رسلان، صاحب الفتوى الشهيرة لجنود السيسي بوجوب قتل المعارضين من أهالي كرداسة وغيرهم، وظهر أسامة القوصي، ومحمود لطفي عامر، وطلعت زهران، وغيرهم، في فتاوى الولاء للحكم العسكري والبراء من الإسلام السياسي.
ولم تقتصر حملة السلفية المدخلية على مناهضة جماعة الإخوان المسلمين، والتيار الجهادي، بل طالت حركات المقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي نعتها رسلان بـ"خوارج العصر"، استناداً إلى فتوى ربيع المدخلي بأن "الإخوان المسلمين لم يتركوا أصلاً من أصول الإسلام إلا نقضوه".
في سياق التحول من الدور الإيديولوجي إلى المجال العسكري، شرعت السلفية المدخلية بتأسيس هياكل عسكرية ومليشيات مسلحة، في الدول التي تفتقر إلى وجود مؤسسة عسكرية فاعلة، إذ باتت تتمتع بحضور قوي وبارز في ليبيا واليمن بالتحالف مع دكتاتوريات محلية ناشئة، وبإسناد من السعودية والإمارات ومصر.
فخلال وجودها في مجموعات مسلحة رئيسية في شرق البلاد وغربها على السواء حسب "مجموعة الأزمات الدولية"، فإنهم يمارسون نفوذاً سياسياً على الحكومتين المتنافستين اللتين نشأتا بعد عام 2014.
إن صعود السلفية المدخلية داخل القطاع الأمني يتماشى مع نمط شائع لدى الفصائل الليبية المتحاربة الأخرى، الإسلامية وغير الإسلامية، التي سعت إلى توسيع نفوذها باختراق الجهاز الأمني وتغيير منظور أفراده للعالم. أما الآن، فقد أثارت أجندتهم المعادية للديمقراطية ورفضهم للتنوع الديني والثقافي في ليبيا مخاوف متنامية لدى الكثير من الليبيين، وهو ما يتطابق مع الحالة اليمنية.
كان ظهور السلفية المدخلية كمليشيات مسلحة في اليمن ميسّراً، نظراً إلى وجود هياكل ناجزة منذ زمن الشيخ مُقبل بن هادي الوادعي، والذي يعد مؤسس السلفية المعاصرة في اليمن، وقد خرجت من رحم مدرسته تيارات سلفية عديدة، ومنها المدخلية.
من أبرز رموز هذه المدرسة خليفة الوادعي وتلميذه يحيى بن علي الحجوري، الذي خلفه على كرسيه في دار الحديث. وكان الحجوري يشدد على وجوب طاعة ولي الأمر، ووقف موقفاً صارماً ضد الثورة اليمنية في فبراير/شباط 2011 ، كما هاجم مَن يطالبون بتنحي علي عبد الله صالح من العلماء والمتظاهرين.
وقد تماهى الحجوري لاحقاً مع الأجندة الإماراتية والسعودية، وهاجم قطر وإيران، ونادى بوجوب محاربة الحوثيين وقاد الحرب بنفسه، مع طلبته، لكن سرعان ما سيطر الحوثيون على مقر دار الحديث في دمّاج.
ظاهرة السلفية المدخلية المسلحة في اليمن سوف تظهر بقوة مع كتيبة أبي العباس، التي أسسها الشيخ عادل عبده فارع أبو العباس، والتي تعرف كذلك بـ"حماة العقيدة" في (تَعْز).
أما هاني بن بريك فقد تتلمذ كذلك على يد الوادعي في دار الحديث بدمّاج، وعُين وزيراً ( أقيل لاحقاً) لدوره في قتال الحوثيين وقوات صالح بعد انقلابه على طاعته، وعلاقاته الوثيقة مع الإمارات. ويقود بريك قوات "الحزام الأمني" في محافظة عدن، والتي أسستها وتدعمها الإمارات، ويجمع تحت قيادته 12 ألف مقاتل.
في ليبيا تمتع الفكر المدخلي برعاية القذافي، عن طريق ابنه الساعدي، نظراً إلى مواقفه الصارمة بحرمة الخروج على ولي الأمر ووجوب طاعته، ومناهضته للجماعات الإسلام السياسي والجهادي، بوصفها من "الخوارج".
وقد أفسح نظام القذافي للمداخلة المجالَ واسعاً للانتشار والتمكين، ولذلك دعم التيار المدخلي القذافي مع انطلاق ثورة 17 فبراير 2011، وعارض الثورة وأفتى رموزه بحرمة المشاركة فيها. وعقب نضوج الثورة المضادة، أصبح التيار المدخلي فاعلاً مسلحاً مع تدشين "عملية الكرامة" في ليبيا منتصف 2014 بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي بات في نظرهم ولياً للأمر تجب له السمع والطاعة والقتال تحت رايته.
استخدم حفتر التيار المدخلي كما فعل القذافي، لمواجهة الجماعات الإسلامية والحركات السياسية المناهضة له، إذ ظهرت كتائب مدخلية مسلحة، ككتيبة 604 مشاة، وكتيبة التوحيد، وسيطر المداخلة على مواقع عسكرية في بنغازي وأجدابيا والجبل الأخضر، وعلى فرق عسكرية مهمة مثل الكتيبة 210 مشاة والكتيبة 302 صاعقة.
ولم تقتصر حملة السلفية المدخلية على مناهضة جماعة الإخوان المسلمين والتيار الجهادي بل طالت حركات المقاومة الفلسطينية لا سيما حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
حسن أبو هنية
تمكن المداخلة تحت ولاية حفتر من تولّي العديد من المناصب في الجيش، كتولّي العقيد ميلود الزوي، المدخلي البارز، مهمّةَ الناطق باسم القوات الخاصة في بنغازي، والرائد علي الثابت ناطقاً باسم قوات البحرية في بنغازي، والملازم محمد البوعيشي كآمر لقوة مكافحة الإرهاب في أجدابيا.
ومن أبرز الرموز المدخلية المسلحة الليبية وأكثرهم عنفاً محمود الورفلي، وهو آمر محاور قوات الصاعقة، ومطلوب دولياً من قبل محكمة الجنايات الدولية لتورّطه في "جرائم حرب"، بعد أن ظهر في عدة مقاطع مصورة وهو يقوم بتصفية ميدانية بلا محاكمة وخارج القانون لعدة أشخاص، واصفاً ضحاياه بـ"كلاب أهل النار" و"خوارج العصر"، وانتشرت مقاطع مماثلة لقيادات بارزة من التيار المدخلي كعبد الفتاح غلبون، ومجموعات أخرى تصدر بيانات يدعمون فيها الورفلي ويسمونه بــ"قاهر الخوارج والإخوان والتكفيريين".
على الرغم من شهرة الورفلي، فإن المداخلة في ليبيا ينتشرون بقوة من خلال رموز عدة، أمثال قجة الفاخري، وهو أحد مسلحي التيار المدخلي الليبي، وأشرف الميار وهو رائد بجيش حفتر والمؤسس لأولى كتائب السّلفية بقواته، وأحمد الحاسي الذي قُتل في ظروف غامضة، ثمّ الملازم عبد الرؤوف كاره، قائد قوة الردع الخاصة الموجودة في طرابلس.
خلاصة القول أن السلفية المدخلية تعمل كجهاز إيديولوجي وسلاح قمعي بيد الأنظمة الدكتاتورية العسكرية العربية، فطبيعتها الدينية المذهبية المحافظة، شكلت إيديولوجية براغماتية شديدة الواقعية، تمجّد القوة الفجة بذريعة جلب الاستقرار.
ويمتازُ المعجم الديني الذي تنهل منه السلفية المدخلية بطابع هوياتي تقَوي سلفي إحيائي، يقوم على مُسلّمة طاعة "ولي الأمر المتغلب بالقوة"، ويمنحه سلطة شرعية، ما دام يوفر الاستقرار ويقيم الشعائر الدينية الإسلامية الظاهرة.
كما لا يجد هذا التيار حرجاً في نقل ولائه إلى من تتوافر فيه صفة "القوة والغلبة"، وتكمن خطورته في إمكانية التحول من "يوتوبيا" الاستقرار إلى "دستوبيا" الفوضى، فهي تناهض الديمقراطية والعملية السياسية والنظام الحزبي والتداول السلمي للسلطة، وتحارب "الثورة" بوصفها تجسيداً "للفتنة" والفوضى، وتتعامل مع كافة قوى التغيير السياسي في المجتمع كجماعات من "المبتدعة"، وفرق من"الخوارج" المارقين، و"البغاة" و"المحاربين". وبذلك يسهل توظيف السلفية المدخلية، لكن يصعب التعايش معها.
عن TRT عربي. عن TRT عربي.

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

لا أمير فينا إن ذل راعينا!

اعتقل ملك رجلا!
‏فجاءت قبيلته بأمرائها تشفع فيه!
‏فقال الملك: من هذا الرجل الذي جيئتم كلكم لتشفعوا فيه؟
‏فقالوا بصوت واحد: هو أميرنا أيها الملك!
‏فقال: لم يخبرنا عن نفسه!
‏فقالوا: أنف أن يذل نفسه فأراد أن يريك عزته بقومه!
‏فأطلقه!
‏فإذا هو راعي إبلهم!
‏وقالوا: لا أمير فينا إن ذل راعينا!

الاثنين، 17 يونيو 2019

رحم الله الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية
رحم الله الرئيس الشهيد محمد مرسى
#يسقط_يسقط_حكم_العسكر

السبت، 4 مايو 2019

بمناسبة حلول شهر الرحمه ،، شهر الغفران ،، شهر التوبة ،، شهر التقرب الى الله .كل عام وانتم بخير وصحة وسلامه اعاده الله عليكم وعلى الامة الاسلامية بالخير واليُمن والبركات .🌙🌙🌙🕌🕌🕌🕌🕌


الثلاثاء، 23 أبريل 2019

رواية دراقة... و الذكريات المريرة/ الجميلة /// عادل بن عطية

انهيت قراءة رواية دراقة لكاتبها السجين السياسي بشير الخلفي .. اعادتنى باسلوبها الفريد الى ذكريات اليمة/لذيذة كدت انساها تذكرت غصص سجن سليانة و تجمدي في سجن الكاف و ايام الجوع و الخوف بسجن برج الرومي.. تذكرت صفاء الروح مع ايات الكتاب العزيز .. تذكرت اشبالا من بنزرت ينشدون ليخففوا عنا الم السجن فيزيدوننا حزنا و املا
السجن جنات و نار وأنا المغامر و الغمار
أنا والدجى و الذكريات مريرة والانتظار
طلع النهار على الدنى و علي ما طلع النهار
ليل السجون يلفني و تضمني الهمم الكبار
و الآه بعد الآه و الزفرات شعري و الشعار
و لكل آه لذة و لظى و شوق و اصطبار
السجن جنات و نار وأنا المغامر و الغمار
أنا و الدجى و الذكريات مريرة و الانتظار
رباه عفوك إن هذا القلب بالشكوى يحار
لا أشتكي لسواك لو شكت الصدى يوم بحار
روحي طليق في الدنى و الجسم يحكمه الإسار
لكنها أنات مكلوم و يسبقها اعتذار.........
تذكرت كل الطيبين .. كل الصابرين.. تذكرت وجه ابي(رحمه الله) يخفي عتابه بابتسامة من وراء الاسلاك و يطمننى بياس لا يخفيه ارتباكه اننى ساخرج قريبا... تذكرت كل شيء .. ولم استطع تذكر ملامح من اهاننا من عذبنا من مرغ بادميتنا التراب...حتى الخيال يابى ان يصوره لان القذارة لا تستحق التخليد....
رواية جعلتنى افكر ان اكتب من جديد .. نفس الرواية لكن برؤية مختلفة .. من يدرى ربما يصالح القلم يدى
===============================عادل بن عطية ٢٣ افريل ٢٠١٥

الخميس، 4 أبريل 2019

الديمقراطية، تلك الأم الحاضنة، دروس التاريخ.. العقلانية السياسية //عبد الحميد الجلاصي


 الديمقراطية، تلك الأم الحاضنة،   دروس التاريخ.. العقلانية السياسية  عبد الحميد الجلاصي (المغرب 4-04-2019)  
 جريدة  المغرب .
الخميس 4 افريل 2019.
الديموقراطية ،تلك الام الحاضنة

دروس التاريخ :العقلانية السياسية

1- بعد الحرب العالمية الثانية انتبهت اوروبا الجريحة انها كانت الخاسر الأكبر كقارة وكدول وشعوب فقد انهزمت المانيا و ايطاليا ،و لكن ايضا تراجعت فرنسا و بريطانيا .
لقد انتهزت روسيا السوفياتية فرصة الحرب لتجتاح فضاء جغرافيا بمساحة قارة موزعا على أوروبا و اسيا
و أنهت الولايات المتحدة مسيرة خروجها من قمقمها بعد قرنين من الانكفاء و استكمال بنائها الذاتي بعيدا عن مناطق الصراع السخنة .لقد استفادت للأقصى من الجغرافيا ،و هو معطى كان له اعتباره حينها وهكذا انجلى غبار الحرب (ودماؤها )على فاجعة أوروبية .لم نعد نحن الأقوى، لقد تغير العالم ،وانتقلت مراكز القوة الى مواطن اخرى ،لمدة قد تطول وقد تقصر ،كما هي عادة التاريخ
ووجدت بلدان القارة العجوز نفسها امام تحدي تقليل الخسائر وتقليص المسافة مع القوى الصاعدة، و امام تحديات ثلاثة :
-تجاوز التصدعات التي خلفتها الحرب في المنتظم السياسي وفِي النسيج الاجتماعي ،نتيجة المواقف و العلاقات السياسية وخارطة التحالفات الداخلية و الخارجية
-وردم الفجوات في العلاقات بين شعوب ودول القارة بعد أن تفاقمت الخلافات التاريخية بأنهار الدماء التي أهرقت في الحربين الكونيتين
سد الطريق امام القوى المغالية التي تنتعش عادة وقت الازمات
2- ما هي الوصفة المطلوبة ؟
لا شيء غير إعمال العقل
عندما ننطلق من البديهيات نهتدي للحلول
-فجراحات الماضي الوطني يمكن ان تصادر الحاضر و المستقبل ،و لذلك يجب التخلص منها
كيف ؟ بالاعتراف و ليس بالإنكار ،و بقوة العفو وشجاعة الاعتذار و التواضع امام الوطن
في التاريخ الفرنسي جرح يتهرب منه الجميع .فهؤلاء الذين اتخذوا ديك التباهي لهم شعارا يمكنهم التفاخر ب "استيريكس "و "اوبيليكس"و "جان دارك" في القديم ،و بمقاومة النازية في الحديث ،و بكثير من الملاحم غيرها ،بل يمكنهم حتى ان يفخروا بهزيمة "واترلو "،و لكن ما عساهم يفعلون امام الخيانة و التعاون مع القوى النازية ؟
و يمكن ان يستمر الصراع الفرنسي الألماني البريطاني على زعامة اوروبا من خلال تغذية الحروب البينية وصراعات التموقع الدموي .وفي الاخير لن يكون من رابح سوى قوة ما وراء الأطلسي او الإمبراطورية القيصرية المتدثرة بأردية حمراء
حينما تتدخل العقلانية في السياسة نخرج من معادلة الخسارة للجميع الى معادلة تضمن كسبا للجميع
-3-غير ان اهم إنجاز يحسب للأوروبيين بعد الحرب الثانية يكمن في طريقة تعاملهم مع القوى التي لم تتشبع بما يكفي بالديموقراطية
مفارقة هذه القوى انها تستفيد من الديموقراطية في حين انها تنكرها ،او تضع لها حدودا وضوابط ،لتكون ديموقراطيتها هي ،اي ديموقراطية على المقاس .
ولكن الديموقراطية ذكية .ولذلك فهي اكبر من ان تواجه غير المقتنعين بها و حتى خصومها .انها تعول على الزمن الذي يؤدي عادة الى النضج .
و بهذا احتضنت الديموقراطية الليبرالية في اوروبا أحزابا كانت تتبنى دكتاتورية البروليتاريا وربما تضمر استعمال مزاياها للانقضاض عليها .هذا في الادعاء، و لكن ما حصل في النهاية هو ان تلك الاحزاب ذابت في القالب .
قلنا ان الديموقراطية كانت ذكية، و لم نقل انها كانت بالضرورة اخلاقية .ربما تكون كذلك، غير ان موقفها كان مبنيا بالأساس على حسبة ما، أوضحها جيدا "موريس ديفرجي "في كتابه علم الاجتماع السياسي (1966) ،ثم في محاضرة قدمها في تونس اواخر 1989 .فقد بين ان الديموقراطية كانت امام خيار الاقصاء ،الذي يؤدي عادة الى مزيد التطرّف و يدفع قطاعات واسعة الى التعاطف الناتج على الاستثمار في المظلومية ،او امام خيار الإدماج مع امكانية التشويش ولكنه تشويش داخل المنظومة يؤدي عادة الى التطبيع التدريجي .
التجربة تقول ان خيار الإدماج كان ناجحا .
و الدرس هو ألّا نجازف بصناعة ضحايا قد يصبحون كوابيس .
هذا الرهان نجح مع الاحزاب الشيوعية، و حتى أكثرها تكلسا (الشعب الشيوعي الفرنسي )،و نجح مع قوى اقصى اليمين ايضا .
نفس الوصفة المزدوجة اي تجاوز التصدعات الاجتماعية و السياسية السابقة ،و المراهنة على الإدماج هي التي اعتمدت في كل الانتقالات الناجحة .في جنوب اوروبا ووسطها وشرقها ،وفِي امريكا اللاتينية ،و في افريقيا جنوب الصحراء .
ويوم تعامل الديموقراطية خصومها بمنطقهم تفقد روحها و تحقق غاياتهم .
تونس اليوم
-4-تمر تجربتنا اليوم بامتحانات عسيرة .امتحان لمدى التزامنا الديموقراطي اولا، و لمدى عقلانيتنا ثانيا، و لمدى قدرتنا على هندسة سياسية تقود المرحلة المقبلة بنجاعة حسب برنامج وطني يمثل جماع تجربتنا ومراجعاتنا و استماعنا لجماهير شعبنا .
لا يجب ان نتردد لحظة، فالحكم الأعلى اليوم هو الدستور و القانون، ولا شيء غير ذلك .
يوم نشرع لأنفسنا التدخل للحد من حقوق المختلفين من مواطنينا، أيا كانت درجة الاختلاف معهم في افكارهم ومنهجهم، وخطابهم ،وسلوكهم، وعلاقاتهم التي يحتملها تأويل ما للدستور و القانون، يوم نفعل ذلك فإنما نشرع لتدخلهم الاعتباطي في حقوقنا، ونقوض قواعد العيش المشترك .
هذا ما يقتضيه التناسق القانوني ،وهذا ما تقتضيه قوة الديموقراطية الصبورة والمتعالية حتى على مخالفيها .
و هذا ما تقتضيه السياسة ايضا .
ذلك ان المظلومية يمكن ان يكون لها عائد سياسي و انتخابي في سياقات معينة ،بل يمكن ان يكون الاستثمار في المظلومية استراتيجية انتخابية، و تكون الشيطنة ،فما بالك بأصناف العنف اللفظي والمادي ،خدمة لهذه الاستراتيجية الانتخابية .
فقد استفادت المنظومة المناهضة للاستبداد من عامل المظلومية في انتخابات التأسيسي ،كما استفاد نداء تونس من نفس العامل سنتي 2012-2013.
وهكذا فبالإضافة الى الاعتبارات المبدئية والاخلاقية ،يكون من الغباء السياسي الفاضح ان تهدد المسار الانتخابي، او ان تخدم الاستراتيجية الانتخابية لمنافسك .
-5-ما المطلوب ؟
حالة القلق و الضبابية و الاحباط يمكن ان تهدد كل الاستحقاقات ،وان تدفع باتجاه ولادة كل الكوابيس ،ولذلك فلا يمكن تجاهلها، او الاستهانة بها ،او التعامل معها التعامل التكتيكي ،الذي قد يربحنا قليلا من الوقت ،و لكنه لا يمكن ان يكون بحال علاجا للمشاكل العميقة التي تتطلب بالمقابل التعامل معها بأقصى المسؤولية و الذكاء .
اننا نقترح هنا الخطوات التالية :
اولا :الالتزام الواضح والصريح بإعلاء الدستور والقانون ،وعدم المساس بالحريات تحت اي تعلة ،وضبط قواعد التنافسية بما يضمن الشفافية و التقارب في الفرص .
وقد يكون من المفيد المسارعة بإقرار ذلك في ميثاق اخلاقي بين كل الفاعلين يساهم في ترشيد التنافسية و يقترب بها من صراع الافكار و الاطروحات .
قد تحصل اخطاء ،وحتى انتهاكات ،من هذا الحزب او ذاك في مضمون خطابه ،او في سلوكه بما قد يعد مسا من الدستور او قواعد العمل المشترك ،وهذه كلها مجالها النقاش السلمي او السلطة القضائية .
ثانيا :مسارعة القوى التي تنتسب للوسط الديموقراطي بتوفير عرض سياسي يؤمن تمثيلا لقاعدة واسعة من المواطنين في شكل حزب او ائتلافات او جبهة او غيرها .
ان ضعف او رخاوة الوسط لا يخدم الا قوى الشطط النضالي .
هذه المهمة ليست مصلحة حزبية لأصحابها فقط ،انها مصلحة وطنية .
ثالثا :استكمال خطوات المصالحة الوطنية الشاملة .
اذ لم ننجح بعد في ارساء مناخ الثقة الكامل ،و لذلك تتعايش في مجتمعنا أصناف من المخاوف ،تضعنا في معسكرات متقابلة :
فكأن الخائفين على حرياتهم في حالة مواجهة مع الخائفين على دينهم .
و كأن الخائفين من ماضيهم في مواجهة مع المغبونين بماضيهم .
و كأن الخائفين على مصالحهم في مواجهة مع الخائفين على مستقبلهم ،و خاصة من الاجيال الشبابية .
من خلال رسم خارطة المخاوف المتبادلة يمكننا التقدم باتجاه مصالحة وطنية إدماجية في ابعادها الاخلاقية والسياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الشاملة .و بهذا نقطع الطريق امام المستثمرين في الخوف و التخويف و في تسعير نيران الحروب من اي ضفة كانت.


عبد الحميد الجلاصي 2أفريل 2019


السبت، 16 مارس 2019

هجوم إرهابي عنصري على صلاة الجمعة في مسجد كريستشارش بنيوزيلندا

هجوم إرهابي عنصري على صلاة الجمعة في مسجد كريستشارش بنيوزيلندا
17 دقيقة وإرهابي أسترالي وعنصري حاقد يطلق الرصاص من بندقياته الأوتوماتكية على المصلين في مسجد كريستشاترتش بنيوزيلندا.
دخل الإرهابي الأسترالي المسجد وهو في لباسه العسكري وبدأ يطلق النار على المصلين وهو يبث عمليته الإرهابية مباشرة على شبكة التواصل عبر كاميرا مثبتة على صدره.
وكلما نفد عنه الرصاص غير البندقية الرشاش.
وأرى في الفيديو المباشر أنه، وقبل دخوله المسجد، أوقف سيارته التي ظهر فيها عدد كبير من البنادق الرشاش الأوتوماتيكي وحاويات بنزيت.
وأذكر أني من بين القتلى رأيت طفلا عمره لا يتجاوز الخمس سنوات جاء مع أبيه لأداء صلاة الجمعة لهذا اليوم.
عدد القتلى الى لحظة كتابة هذه الأسطر بين 40 وال 50. والعدد مرشح للإرتفاع.
منقول

الأحد، 10 مارس 2019

#الجهاز_الذي_لم_يعد_سرّيّا //نور الدين الغيلوفي

#الجهاز_الذي_لم_يعد_سرّيّا
بعد الذي قاله محامي مصطفى خضر


ليس أسوأ من أحزاب سياسيّة أو هيئات اجتماعية تختزل برامجها في تزييف الوعي والتلبيس على الناس لمجرّد التنكيل يخصم سياسيّ أعجزها وقهرها بتفوّق أدائه على أدائها وبتعاليه عليها وصبره على أذاها.. وبدل أن تدخل معه في منافسة تحت سقف الشرف نراها تحرق الأخضر واليابس نكاية به... هي أحزاب وهيئات أشبه بالعصابات وأقرب إلى كيانات مَرَضيّة تزرع العبث وتتلهّى بحرق مخالفيها وهي، في الحقيقة، لا تفعل غير حرق نفسها عندما تضرم، من فرط حقدها، النارَ في الأرض التي يقف عليها خصومها معها...
لم أمِلْ يوما إلى تصديق تلك الهيئة المسمّاة بهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي التي ليست سوى نسخة سياسية يسارية نشأت على هامش الجبهة الشعبية.. وما الجبهة الشعبية في نظري سوى الفصيلين اليساريين الوطد وحزب العمّال التونسيّ الذي لم يعد شيوعيا، وما (نعم وما) سار في ركابهما من منتسبي الفكر الماركسيّ القديم بمختلف تفريعاته اللينينيّة والستالينيّة والتروتسكيّة والماويّة الراجعة بالنظر إلى مختلف دول المعسكر الاشتراكي التي تعود إلى عهد ما قبل سقوط جدار برلين، بمختلف تفريعاتها وتحريفاتها.. هؤلاء هم عَصَبُ الجبهة الشعبية أمّا بقيّة المكوّنات فهي مجرّد زوائد اسمية لتكبير القائمة حتّى يقال إنّها جبهة سياسية حقيقية تصدق نسبتها للشعب.. جبهة يمكن أن تكون يوما ما بديلا سياسيا ما في دولة افتراضية ما اسمها الجمهورية التونسيّة بأسماء لأحزاب وكيانات لا يعلم عنها أحد من الناس شيئا.. وحتّى الشعب الذي تنتسب إليه إن هو إلّا شعب قوليّ.. افتراضيّ...
قلت لم أمل يوما إلى تصديق ما روته تلك الهيئة للأسباب التالية:
الأوّل: أنّ حركة النهضة التي عانت ما عانته من ويلات طيلة تاريخها واشتملت على مناضلين كثْرٍ، قد يقال فيها وفي مناضليها الكثير من النقد والتجريح، وليس أحد منهم منزَّها عن قول يقال فيه، ولكنّها لا يمكن أن تكون بذلك الغباء الذي بيّنته وثائق الهيئة المزعومة فتجعل نفسها، بمثل تلك السهولة، في مرمى نيران خصوم تعلم أنّهم يرجون لها العدَمَ مصيرا.. وينتظرون لها الإعدام مآلًا.. ولا يستثنون ولا يتعبون...
الثاني: لا يمكن لأيّ مواطن بسيط لقي حدّا أدنى من التعلّم أن تنطليَ عليه أكاذيب مفضوحة وسيناريوهات ضعيفة لا يملك كتّابها أدنى مهارات الإحكام.. خيال ضعيف جدّا لا ينتج غير قصّة هزيلة بادية العَوار يمسك بطرفيها حمّة الهمّامي وزوجة بلعيد.. وهما كلاهما "أعيا من يدٍ في رَحِمٍ"..
افسحوا المجال لعقولكم ستقول لكم إنّ القصّة كلّها مفبركة.. فبركتها جهةٌ تعوّدت على كتابة وشايات تحت الطلب.. لم تتطوّر ولم تحسّن أداءها ولم تحيّن خيالها.. ولم تراجع لها درسًا، من يوم أغلقت دار التقدّم بموسكو بابها.. ونحن لم ننس ما كان يصنعه حمّة الهمّامي ورفاقه من الوطد لتشويه الإسلاميين وترتيب التّهم لهم في أروقة الداخلية وبين المخافر المظلمة وداخل الزنازين.. سيبقى ما فعلوه يلاحقهم ولن ينساه لهم التاريخ.

الثالث: أنّ الخصم لا يمكن أن يكون قاضيا.. ومتى انتصب الخصم قاضيا فقد اعتدى على العدل وانتهك الحقّ وفقد قدرته على الإقناع وفارق كفاية التأثير.. وكان ما يصدر عنه أقرب إلى الهذيان الذي لا يجلب احترامًا...
اختارت حركة النهضة أن تسكت عن كيل الاتهامات الموجَّهة إليها وفسّرت ذلك بأنّ المماحكات لا تصلح محاكمات وأنّ المحاكمات لا تكون على المنابر الإعلاميّة وأنّ التقاضي لا يتمّ إلّا في أروقة المحاكم صَوْنا للعدل واحتراما للقضاء..
وقد تكون الجبهة الشعبية بمختلف أذرعها المنتشرة بالبلاد نجحت في التلبيس على الناس بتشويه أقوى خصم لها في المشهد السياسيّ ولكنّها لم تنجح في إقناع الناس بأفكارها وكسب تعاطفهم مع أطروحاتها واجتلابهم إلى برامجها وتوسيع جماهيريتها.. وإن تكن نجحت في شيء ففي ترذيل السياسة وتشويه أهلها لدى الرأي العام الذي تحوّل من زمن الموات السياسي قبل الثورة إلى عهد العبث السياسيّ بعدها.. فلا هو فهم السياسة في زمن الموات ولا هو تعلّمها في زمن العبث.
حضر محامي المدعوّ مصطفى خضر، لأوّل مرّة، فقال كلاما نسف به ماجاء في مهرجانات هيئة الدفاع عن الشهيدين، في العاصمة وبين المدن، من كلام ظهر أنّه بلا أساس.. وقد لفتني في كلام المحامي أمور منها:
1. أن الهيئة اعتمدت التدليس بوقوفها عند "ويل للمصلّين" وذلك عندما أظهرت للعموم مبلغ 300 مليون قسطا أوّل حصل عليه قاتل شكري بلعيد وغفلت عن ذكر اسمين على صلة بالمبلغ هما حمّة الهمّامي وكمال لطيّف.. وهما على اتّصال بالإرهابيّين كما ورد بالوثيقة... في حين أنّه لا ذكر فيها لعلاقة حركة النهضة من قريب ولا من بعيد بالمبلغ الماليّ المذكور.
2. أنّ لجنة الدفاع لم تقدّم شكايات ولكنّها فعلت وشايات.. فهم يحاربون خصما سياسيا باستعمال القضاء.. ولمّا كان القضاء بدأ يتعافى ويتحرّر من سطوتهم فقد سعوا في تلويثه بتشويهه والتشكيك في نزاهته...
3. أنّ مقابلات تمّت خارج البلاد ذُكرت فيها ثلاث شخصيات لم تتحدّث عنها الهيئة التي امتنعت عن ذكر حمّة الهمّامي وكمال لطيّف والباجي قايد السبسي.. مقابلات تمت قُبَيْلَ عملية اغتيال شكري بلعيد و بُعَيْدَها...
4. وممّا ذكرته الوثيقة طلب السبسي وحمّة الهمّامي كليهما شخصا ينفّذ عمليّة معيّنة لقاء أجر ماليّ...
الكلام ورد على لسان محامي المدعوّ مصطفي خضر.. وقد كان الرجل يتحدّث استنادا إلى وثائق ولا يصدر في كلامه عن فراغ.. وهو محام ينوب موكِّلًا يقضّي عقوبة بالسجن من أجل تهمة حوكم بسببها.. وقد ذكر المحامي أمرا هامًّا عندما قال: إنّ الجبهة الشعبية لن تربح حركة النهضة في الانتخابات باعتماد هذه التلفيقات ولكنّها إنّما تُلحق الضرر بموكّله السجين.. وهم بذلك إنّما يعبّرون عن فشل سياسيّ وعجز انتخابيّ وسقوط أخلاقيّ...
ولن ينهض بلد تتاسقط نجوم سياسته في كلّ يوم...

الأربعاء، 27 فبراير 2019

من مدينة بون النهضة ترد على الشتائم والتشويه/// نصر الدين السويلمي

من مدينة بون النهضة ترد على الشتائم والتشويه..

عندما سئل احد قيادات النهضة في ألمانيا إذا كان الغنوشي سيرد عن حملة التشويه والشتائم الأخير التي طالت الحركة وصدرت حتى من وجوه محسوبة على الثورة، قال اكيد تلك من صميم مهامنا، قمنا بالرد في برلين وسنرد في ميونخ ثم في بون، لكن بعد انتهاء اللقاء الجماهيري في بون، سئل مرة اخرى هل عجزتم عن الرد؟ فأجاب بلى قمنا بالرد الشافي،  ثم استطرد لا اعتقد انكم تعنون بالرد، تبادل الشتائم! لا..لا.. نحن نرد على الشتيمة بالإنجاز، وقد فعلنا ومازلنا..
بالعودة الى لقاءات برلين وتجمع ميونخ وانجاز بون، يتأكد ان النهضة استوعبت الدرس وتيقنت ان الاهتمام بالمشاحنات لا ينفع الحزب ولا الوطن، فانصرفت الى الفعل الذي وحده من يصنع الأحزاب الجادة القادرة على قيادة الأوطان في مراحلها الانتقالية الحرجة، وفعلا تمكنت النهضة من تحريك الإنجاز في وجه الإساءة خلال العديد من المحطات، آخرها لقاء بون، الذي كان مناسبة التقى فيها الحزبي والوطني كما التقى فيها العربي بالإسلامي بالألماني.. وجوه عديدة تداولت على المنصة، البرلماني الألماني الخبير التونسي السياسي الطاجيكي...في القاعة والى جانب أبناء الجالية تواجد المغربي والتركي والجزائري والطاجيكي..كوكبة من الباحثين والنشطاء كانوا في الموعد، منهم من قدِم للوقوف على تجربة النهضة والاقتراب من أفكار كبار مهندسيها، ومنهم من ساقه الفضول، وغيره الذي جاء ليمارس النقد، وذلك من صلب حقوقه، فالحزب الذي يعتلي منصة دولة الثورة، ويمعن في قيادة الحلم الديسمبري، عليه ان يستعد للمدح كما الذم كما النقد، هنا ديمقراطية ناشئة لا تحتمل الأجسام السياسية الحساسة التي تطرحها نزلة برد عابرة، هنا بيئة تعج بالفيروسات الخطيرة، تبحث عن أحزاب وطنية ذات الجلد التمساحيّ السميك.
في بون كان لقاء التتويج وكان الحضور المكثف وكان الوفاء، جدد أنصار النهضة الوفاء لحركتهم، وجدد قدماء المسيرة الولاء لمشروعهم، وجدد الشباب رغبتهم في التقاط المشعل، وجدد السياسي برنارد فيلكس صداقته للثورة التونسية، وجدد الغنوشي العهد مع المدينة الالمانية الصغيرة التي احتضنت النضال النهضاوي سنوات الجمر، وجدد ضيوف الحركة اعجابهم بتماسك الثورة التونسية في محيط يعج بالبراكين، كما جددوا ثقتهم في النهضة كحاملة امينة لمشروع الانتقال الديمقراطي، وتجددت المقولة المشهورة، النهضة أمل التجربة التونسية والتجربة التونسية امل المنطقة، قالها أحد الأشقاء العرب "هل تعِدونا بأنكم لن تفشلوا"، سنعدك بأن نقدم الغالي والنفيس حتى لا يطرق الفشل أبواب الثورة التونسية.. إذا واجهونا بأعراب الصحراء، سنواجههم بفرسان الصحراء، وما كان لصحراء ملطخة بالنفط، أن تهزم الصحراء المخضبة بالشرف.. سيداهوننا بكثبان ما بعد ثكنات المارينز، سنخرج لهم بكثبان ما بعد مضارب ورغمة. 
على بعد أشهر من 78 سنة، يدخل الغنوشي في حوار مباشر مع الجالية دام قرابة 3 ساعات أجاب فيه عن 100 سؤال!! مازال الرجل يصر على التحدي ومازال لا يعبأ بالسنوات التي تلاحقه، مازال الغنوشي لم يتحول الى دافع رمزي ، بل يصر على ان يكون هو الدافع المباشر، ان تشرف على سلسلة من اللقاءات ثم تقوم بسلسلة من السفريات، أن تتنقل من مدينة المانية الى أخرى وتلتقي وتأثث وتتفاعل، ثم تغادر ألمانيا باتجاه تركيا للانطلاق في دورة اخرى من الحراك، هذا يعني ان الزعيم النهضاوي يرفض التحول الى تاريخ مشرّف ويصر على مواصلة صناعة التاريخ المشرّف.  

نصرالدين السويلمي

الأربعاء، 20 فبراير 2019

كي لا ننسي/// عادل بن عبد الله

كي لا ننسى
اغلب "القوى الديمقراطية" في تونس اعتبرت أن الانقلاب في مصر هو "ثورة" أو "حركة تصحيحية" وهو "مقاومة لأخونة الدولة"، كما اعتبرته انحيازا لإرادة الشعب المصري..أغلبهم هنأ السيسي بالانقلاب (السبسي، حمة الهمامي، المغزاوي، منظمات المجتمع المدني، الإعلام الخ الخ)بل ذهب الكثير منهم إى التهديد ب"تونسة السيناريو المصري"
هؤلاء هم الديمقراطيون-أو الانقلابيون- الذين صدّعوا رؤوسنا بحقوق الانسان وهم-في مواقفهم السياسية- كالأنعام بل أضل سبيلا




الأربعاء، 13 فبراير 2019

تربية


إحدى الأمهات ترسم قلب ابنها ثم تكتب أسماء السور التي حفظها ومن ثم يقوم بتلوينها 
وتقول له كلما حفظت سيمتلئ قلبك بالقرآن 
حدثوني عن التربية (منقول)

الثلاثاء، 12 فبراير 2019

قواعد بسيطة باش تفهمو اليسار التونسي // عادل بن عبد الله

وقت تسمع اي يساري تونسي( حاشا القليل النادر)حاول تتذكر المعطيات هاذي قبل ما تعطيه وذنك وتصدق المزايدات متاعو:
1- اليساري في أصلو ما ينجمش يكون ديمقراطي( لأنو يؤمن بدكتاتورية البروليتاريا والحزب الطليعي والعنف الثوري) ووقت يتبرا من أصلو ما ينجم يولي إلا مجرد حارس أمين لخرافات النمط ( اللي تحمي مصالح البرجوازية والبنية الجهوية للسلطة)، وبقية الخرافات متاع العدالة الاجتماعية والزواولة والتحرر والسيادة وخالتي مباركة راهي مجرد ماعون صنعة. واذا اليساري قلك انو الإسلامي مستحيل يكون ديمقراطي، قلو: اللي خلاك انت تولي ديمقراطي وزيد تدعي انك المالك الحصري للحداثة والتقدمية والديمقراطية (رغم انو كل شيء في الماركسية يعارض الديمقراطية بالمعنى الليبرالي) ينجم يخلي حتى الكائنات الفضائية تولي ديمقراطية موش كان الإسلاميين
2- اليساري التونسي وقت يرتد على مقولات الصراع الطبقي والمحدد الاقتصادي وتتضخم عندو المسألة الثقافية، ما ينجم يولي إلا حقوقي في خدمة المنظومة الحاكمة ، والا حقوقي يعارض المنظومة باش يحسن شروط التفاوض معاها...ومستحيل يفكر انو يثور عليها( يعني اليساري " الثوري" يولي إصلاحي بالضرورة مهما يزايد). يعني اليساري اللي يضيع خطوتو، ما ينجم كان يقلد خطوة صانع التغيير والصنّاع متاعو
-3 اليساري التونسي في الاغلب هو النواة الصلبة متاع أجهزة القمع الايديولوجي( الاعلام، الثقافة، التعليم، العمل النقابي والحزبي والجمعياتي) اللي كانت تخدم الكل باش تعاون آلة القمع البوليسي، وكانت تبرر واقع التجاوزات متاع السلطة والخيارات اللاوطنية متاع المنظومة المافيوزية بدعوى حماية النمط المجتمعي التونسي ومحاربة التطرف. وما ننساوش انو "الكفاءات" اللي راهن عليهم بن علي في التجمع وفي الداخلية وفي النقابات وفي الإعلام كان أغلبهم يساري(وأتعسهم جماعة الوطد اللي هوما أساسا صناعة استخباراتية وأكبر خزان بشري في خدمة البرجوازية قبل الثورة وبعدها)..والادلة ثابتة بالأسماء والوظائف داخل أجهزة القمع الكل داخل منظومة الحكم
4- اليساري التونسي - كيما قال المرزوقي على حمة الهمامي- يشوف انو بن علي( والا الباجي) هو خصم سياسي والنهضة هي عدو...والحقيقة هي انو القسمة هاذي هي نتيجة حتمية لأي وعي سياسي يشتغل بمنطق التناقض الرئيس( مع الرجعية الدينية) والتناقض الثانوي( مع الرجعية البرجوازية)...والنتيجة الاتعس للمنطق هذا شفناها في عهد بن علي: التحالف الصريح والا التحالف السري بينو وبين أغلب القوى اليسارية حتى القوى الراديكالية، والتحالف بين الجبهة والنداء بمنطق قطع الطريق على المرزوقي( وزيدهم جماعة" الانتخاب المفيد" اللي أغلبهم احزاب يسارية في الظاهر، وشبه تجمعية في الباطن)
5- في الاغلب الاعم، اليساري التونسي في الظاهر ينجم يكون " مناضل" حقوقي والا إعلامي والا نقابي والا حتى مثقف، لكن من داخل هو في الاغلب " صباب" والا" خليقة" (يكفي تعملو تحليل للخطاب اليساري وشوفو البنية العميقة متاعو وطبيعة المفردات اللي يستعملها، وقارنو بينها وبين اي محضر بوليسي والا كلام خليفة في الشارع)، ومن داخل بالكل اليساري التونسي ما ينجم يكون الا طابور خامس للمنظومة وحليف استراتيجي ليها ( وكلمة حليف كبيرة عليه لانو مجرد مكلف بمهمة)، وبما انو اليساري ضيع مشروعو الخاص، ولى ما عندو حتى مشروع غير خدمة المشروع متاع البرجوازية ( وهذاكه علاش تحالف معاها قبل الثورة وبعدها)...الباقي كل دقان حنك ومزايدات فارغة مهمتها " استحمار" الناس اللي ما عندهاش معرفة بتاريخ اليسار ولا بالوظيفة الحقيقة متاعو في بلاد التررني

الأحد، 3 فبراير 2019

ترمب والبلطجة الدبلوماسية في فنزويلا-منير شفيق


إن البلطجة الدبلوماسية التي يمارسها الرئيس ترمب في فنزويلا من خلال تدخله السافر في شؤونها الداخلية من شأنه أن يؤسس لسابقة خطيرة في العلاقات الدولية تمنح السلطة للدول الكبرى في تغيير الأنظمة السياسية بطريقة غير شرعية.
كانت أمريكا في الستينات، وقبل ذلك وبعده، تلجأ إلى تدبير الانقلابات العسكرية لتغيير الأنظمة في أمريكا اللاتينية والعالم الثالث عموماً، وكانت أحياناً تلجأ إلى الغزو المباشر؛ ولكنّها لم تتجرأ على أن تسعى لإسقاط نظام من خلال الاعتراف برئيس برلمان رئيساً للدولة، وبوجود رئيس منتخب، قررت الإطاحة به.
صحيحٌ أن الإطاحة بالأنظمة -التي تعارضها من خلال الانقلاب العسكري، ومن ثَمّ الاعتراف بشرعيته فوراً، إذا ما انتصر- يعتبر تدخّلاً سافراً بالشأن الداخلي لدولة ذات سيادة، ولكن في تلك الأيام كانت الانقلابات العسكرية تعمل في الاتجاهين المعارض لأمريكا والممالئ لها، الأمر الذي دخل في لعبة الصراع الدولي باعتباره تغييراً داخلياً مشروعاً، لا أحد من خارجه له الحقّ في الطّعن بشرعيته، وإذا كان من اعتراض فمن داخل البلد نفسه.

أما الغزو الخارجي، كما حدث مثلاً في بنما بإسقاط مانويل نورييغا، فكان مداناً باعتباره عدواناً خارجياً قبل أن يكون تدخلاً في الشأن الداخلي لتغيير النظام، أو في الأدق حمل الآفتين، وإن كانت آفة الغزو الخارجي هي الطاغية.
ولهذا يمكن اعتبار ما تفعله أمريكا اليوم في فنزويلا نمطاً من التدخل الفظّ والوقح في الشأن الداخلي لدولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة؛ لأن اعترافها برئيس آخر -غير الشرعي المنتخب بثلثَي أصوات الناخبين- يجب أن يُنظر إليه كسابقة خطيرة في العلاقات الدولية؛ لأن المرور بها مرَّ الكرام أو تمريرها بلا معارضة واسعة جدّاً بل بلا إفشالها، سيدسّ السمّ في العلاقات الدّولية، ويعطي لأمريكا حقّ إسقاط الأنظمة ببلطجة دبلوماسية دولية، تتمثّل في سحب الاعتراف بشرعية رئيس شرعي والاعتراف بشرعية رئيس بديل اختير من المعارضة.
والأنكى- ولكي تكتمل اللعبة الخطرة، أو يكتمل التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لدولة ذات سيادة- انضمت عدة دول حليفة للموقف نفسه، لا سيما أوروبا التي وجدت نفسها مرّةً أخرى متضامنة مع أمريكا، أو شريكة لها، في عملية افتراس دولة من دول العالم الثالث المستعمرات وشبه المستعمرات سابقاً. وقد بدا الحنين هنا لأيام الاستعمار أقوى مما أخذ يظهر من تناقضات أوروبية مع أمريكا ترمب؛ فأوروبا بهذا -وإن فصلت بين الأمرين- ستدفع ثمناً غالياً؛ لأن الانضمام لموقف ترمب في التمهيد لافتراس فنزويلا سينقلب قوةً له؛ أي سينقلب ضدّ أوروبا، وهي تعارض سياساته حول المناخ، أو حول العودة إلى الحمائية، أو سياسة ابتزازها مالياً في مقابل "حمايته" لها، أمّا هي فستخرج منه بخفي حنين.
إن خطر التدخل الخارجي الأمريكي-الأوروبي من خلال نزع الشرعية عن الرئيس الفنزويلي نيقولاس مادورو، والاعتراف الفاضح بشرعية خوان غوايدو، ولو كان رئيس البرلمان، يكمن في تمهيده للعدوان المباشر من جهة، أو في دفع فنزويلا من جهة أخرى إلى حرب أهلية؛ لأن مادورو مؤيَّد من قطاع شعبي هام، ومن الجيش وليس رئيساً هشّاً يكفي أن تنفخ عليه أمريكا وأوروبا حتى يستسلم، هذا من دون الإشارة إلى أهمية ما يلقاه من دعم خارجي دولي وشعبي.

هنا يجب أن يُلحظ نقطة ضعف لا يستهان بها، أخذت تنشأ في أمريكا اللاتينية بانضمام دول مثل البرازيل والأرجنتين وتشيلي وغيرها إلى الحملة الدبلوماسية الموجهة لإسقاط مادورو، فهذا الانشقاق بين دول أمريكا اللاتينية سيشكّل خطراً بالعودة إلى التبعية لأمريكا، بعد أن حققت تلك الدول في السنوات الماضية خطوات في التحرر منها.
من هنا فإن صمود فنزويلا وإفشالها لهذه الهجمة الأمريكية سيؤدي إلى عودة الكرَّة مرة أخرى لتحرير دول أمريكا اللاتينية من التبعية الكارثية لأمريكا؛ لأن ما يجري من تحوّل في البرازيل بعد انتخاب الرئيس الجديد جايير بولسونارو شكّل نكسة للآمال والنضالات، التي أرساها لولادو سيلفا وموراليس وكاسترو وسلفادور أليندي وتشافيز ومادورو.
الأمر الذي يبرز ظاهرة جديدة في الوضع العالمي الراهن، ولا سيما في أمريكا اللاتينية؛ أن الشعوب دخلت في مرحلة كرّ وفر بين الثورة والثورة المضادة، أو"يومٌ لك و يومٌ عليك"، ليعود"اليوم لك"إن شاء الله.
فعالم الشعوب الذي أخذ يتخلّص من العالم القديم الذي سادت فيه السيطرة الاستعمارية والإمبريالية دخل ما يسمَّى بحالة شبه التوازن الاستراتيجي العام.وهي الحالة التي يكون فيها القديم قد انتقل إليها بعد أن فشل في هجومه الاستراتيجي العام، ويكون الشعب قد أفلت من حالة الدفاع الاستراتيجي العام. وانتقل إلى شبه التوازن الاستراتيجي، التوازن الرجراج الذي يهيئ فيه كلّ طرف إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي.
هذا ما يسمح بقراءة ما تواجهه أمريكا اللاتينية من حالة رجراجة بين الثورة والثورة المضادة، الأمر الذي يوجب على الثوريين وممثلي الشعب ألاّ تضيع بوصلتهم إذا حدثت نكسة هنا أو هناك، كما يوجب فيهم ألاّ يفقدوا يقظتهم وألا يصابوا بالغرور إذا ما حققوا نجاحاً هنا أو هناك (البرازيل مثلاً)، ولكن الأهم عليهم أن يثقوا بأن الانتقال إلى مرحلة شبه التوازن الاستراتيجي، يعني -أول ما يعني- أن العالم القديم دخل في مرحلة الضعف أو الشيخوخة أو التراجع، حتى لو تمكّن من استرداد ما قد فقد، سيبقى وضعه ضعيفاً وهشّاً، فعهد الشباب إن ولّى لا يعود.
فترمب الذي يعرض عضلاته على فنزويلا يواجه وضعاً لا يُحسد عليه، فهو ضعيف مأزوم في الداخل، ومتخبّط ومعزول في الخارج، ما يجعل فرص الانتصار على تدخّله في فنزويلا عالية، وهي مسألة تهمّ كلّ شعوب العالم، وليس فنزويلا وحدها، ولا أمريكا اللاتينية وحدها.

السلفية المدخلية سلاح الدكتاتورية العربية /// حسن ابو هنية

المدخلية تيار ديني مذهبي محافظ تقوم إيديولوجيته على نهج براغماتي شديد الواقعية، ينفر من الثورة والتغيير وينشد الاستقرار والحفاظ على الأم...